فضل العشر الأواخر من رمضــــآآن

فضل العشر الأواخر من رمضــــآآن


...تابع القراءة

ماذا أفعل قبل أن يأتي رمضان؟

ماذا أفعل قبل أن يأتي رمضان؟


#  أحاول أن أضع أمامي الهدف من الصيام :

وهو الآية الكريمة "يا أيُّها الذينَ آمَنوا كُتِبَ عليكُمُ الصيامُ كما كُتِبَ على الذين مِن قبلكم لعلَّكُم تتَّقون
أي أن المقصود من الصيام هو أن أصبح تقياً... 
أي أن أخشى الله عز وجل وأجعل بيني وبين غضبه وقاية بأن أُخلص نيتي لله عز وجل ثم أتَّبع أوامر الله تعالى 
وأجتنب نواهيه ... لذا يجب أن أعلق هذه الآية في مكان يراه أهل البيت جميعاً
مع ملاحظة وضع خط تحت الكلمتين "لعلكم تتقون" أو كتابتهما بخط كبير واضح ....


 # أبدأ الاستعداد وتمرين نفسي من الآن :

كي أكون في  رمضان  من المتقين الفائزين برضوان الله وجناته .



# أحاول تغيير عادة :

سيئة من عاداتي واستبدالها بعادة حميدة ,,,,, فإذا كنت أعتاد السهر إلى وقت متأخر  حتى تضيع مني صلاة الفجر مثلاً 
فيجب أن أعوِّد نفسي - بالتدريج  مع الاستعانة بالله والدعاء – 
على النوم المبكر من أجل الاستيقاظ قبل الفجر لقيام الليل وصلاة الفجر.



 # أحاول تحسين أخلاقي:

بالابتعاد عن خُلُق سيء كنت أفعله، وأستبدله بخُلُق حَسَن .... فإذا كنت فضولي مثلاً ، فيمكنني أن أستبدل هذا الخُلُق
بالسؤال عن أماكن سكن اليتامى والأرامل ،  والبحث عنها لأدل عليهم الآخرين من أقاربي ومعارفي
لكي يحاولوا رعايتهم وكفالتهم ، فأنال بذلك أجر كفالة اليتامي .... لأن الدال على الخير كفاعله .

ولنا أن نتخيل :
إذا كان حُسن الخُلُق من أثقل الأعمال في الميزان
فما بالنا إذا اقترن حُسن الخُلُق بالصيام والقيام ؟!!



# أَرفِق بنفسي في عبادتي لله :

فأقوم بعمل خطة تدريجية لقيام الليل مثلاً فأبدأ بركعتين قبل أذان الفجر ولو بخمس دقائق
و لا أنسى أن الدعاء مستجاب يقيناً في هذا الوقت .... وبعد أن أعتادها أجعل قراءتي في القيام بسور أطول 

وفي المرحلة التالية أستيقظ قبل الفجر بربع ساعة  ليكون لدي وقت للتسبيح والاستغفار حتى أذان الفجر,
فإذا تبقى لي وقت قبل أذان الفجر قمت بتلاوة  بعض آيات القرآن من المصحف بعد التسبيح والاستغفار 
فإذا شعرت بحلاوة قيام الليل وصارت نفسي تهفو إليه استيقظت قبل الفجر بنصف ساعة  عدداً أكبر من الركعات ...


# إذا كانت هناك شحناء أو بغضاء :


نحو أحد فيجب أن أستعين بالله لكي يطهِّر  قلبي منها وأبادر إلى مصالحته وأنا أذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم
" و خيرُهُما الذي يبدأُ بالسلام " ،  ثم الدعاء له بالمغفرة ، حتى أدخل شهر رمضان نقي الصدر ، سليم القلب ، فتكون المغفرة أقرب ، ولأن هذه هي الطهارة الداخلية .


# أعوِّد نفسي – بالتدريج – على 
(الطهارة الخارجية ) : 


بأن أتوضأ في غير أوقات الصلاة ، مثل: قبل النوم  وقبل الذهاب لدرس علم ديني  وقبل الخروج من المنزل 
و لا أنسى أن أصلي ركعتي سُنَّة الوضوء فقد كان سيدنا بلال كلما أحدث توضأ وصلى ركعتين  فكانت النتيجة
أن سمع النبي  خشخشة (صوت )نعلية في الجنة !!
كما  كان البخاري يغتسل و يصلي قبل أن يكتب الأحاديث النبوية !!!


# إذا كان لديَّ أمانات :

كشريط مثلاً أو كتاب... أو أي شيء أقترضته ونسيت أن أرده  ...  فيجب أن أبادر بردها لأصحابها على الفور .


 # أطلب من أصحاب الحقوق :

عليَّ أن يسامحوني ، سواء كنت اغتَبتُهم أو ظلمتهم  أو غير ذلك ... فإن لم يتيسر لي ذلك 
قمتُ بالدعاء لهم : " اللهم اغفر لي ولوالدّيَّ ولِمَن كان له ُحقٌ عليَّ "


# أحاول أصِل أرحامي :

وجيراني ، وأخوتي في الله وأهدي كل منهم  –قدر الإمكان – طبقاً من التمر ليفطروا عليه وأنال ثواب صيامهم جميعا .


# أحاول أن أُدخل السرور:

على قلوب المكروبين أو المستضعفين ، ولو بكلمة طيبة ، أو ابتسامة حانية،
كما أُبَشِّرهم بكرم الله وعطاءه في رمضان ليبتهجوا ،وأذكرهم بأن السعادة الحقيقية هي الفوز برضوان الله والجنة ،
والنجاة من النار، كما لا أنسى إهدائهم دعاء الكرب كما ورد في القرآن الكريم :
" لا إله إلا أنتَ سُبحانك إنِّي كُنتُ من الظالمين"
" حسبي اللهُ لا إلهَ إلا هو عليهِ توكَّلتُ وهوَ ربُّ العرش العظيم " ،
" وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد"
"إنَّما أشكو بَثِّي وحُزني إلى الله "

وكما ورد في سُنَّة الحبيب :
" اللهم إنِّي أعوذُ بك مِن الهَمِّ والحَزَن وأعوذُ بكَ من العَجز والكسَل، وأعوذُ بِكَ من الجُبن والبُخل وأعوذُ بك من غَلَبَةِ الدَّينِ وقهرِ الرِّجال " .
" لا إله إلا الله الحليم الكريم، لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان رب السماوات السَّبع ورب العرش العظيم الحمد لله رب العالَمين "

كما أذكِّرهم بحديث الرسول: " مَن لَزِمَ الاستغفار جعل الله له من هَمٍّ فرجا  ومن كل ضيقٍ مَخرَجا ، ورزقه من حيث لا يحتسب "


أحاول – من خلال الدعاء :

والاستعانة بالله تعالى أن أُصلِح بين المتخاصمين من أقاربي وجيراني حتى  يهل عليهم رمضان ونفوسهم صافية وقلوبهم راضية،
وأنال ثواب إصلاح ذات البَين الذي  قال عنه الله تعالى في سورة الحجرات :
{وإنْ طائِفتان من المؤمنين اقْتَتَلُوا فأصلحوا بينَهما فإنْ بَغَتْ إحداهما على الأُخرى  فقاتِلوا الَّتي تَبْغي حتَّى تَفِيء إلى أمر الله فإنْ فاءَتْ فأصلحوا بينَهما بالعدلِ  وأقْسِطُوا إنَّ الله يحبُّ المُقْسطين(9)  إنَّما المؤمنونَ إخوةٌ فأصلحوا بين أخوَيْكم واتَّقوا الله لعلَّكم تُرحمون(10)}

وقال عنه : 
«ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصِّيام والصَّلاة والصَّدقة؟ قالوا: بلى يارسول الله! قال: إصلاح ذات البين» (رواه البخاري ومسلم).

كما أكون بذلك قد أنقذتهم من عدم رفع أعمالهم  إلى الله تعالى بسبب الخصام  فيفوزون في رمضان وأفوز معهم بفضل الله .


# أترك ما في يدي حين يؤذَّن للصلاة :


وأنتبه لما يقوله المؤذِّن ، ثم أردِّد معه ... حتى أنال حسنات بعدد من استمع لهذ الأذان  ويرتبط قلبي بخالقي وبالصلاة فيكون ذلك عوناً لي على الخشوع في الصلاة ، فأُصبح من المُفلحين في رمضان وغير رمضان !!


# أقوم بتحويل حياتي إلى عبادة :

من خلال النية ،فإذا أكلت كانت نيتي هي  أن أقوِّي جسمي لأقوم بالصلاة على أكمل وجه ممكن وإذا نمت مبكراً كانت نيتي هي أن أستيقظ لقيام الليل ثم صلاة الفجر....
وإذا مارست الرياضة البدنية كانت نيتي هي أن أكون مؤمناً قويَّاً  صحيح البدن ......
وإذا لبست ثياباً نظيفة وأنيقة كانت نيتي هي أن يرى الناس كم هو المسلم نظيف وأنيق ...
وإذا قامت ربة البيت بإعداد الطعام كانت نيتها هي إطعام الطعامو تفطير الصائمين لتنال بذلك أجرا ًعظيماً ...
وإذا عاملت ُالناس بِخُلُقٍ حَسَن كانت نيتي هيأن التأسِّي برسول الله وأن أكون من أقرب الناس منه مجلسا ًيوم القيامة 
وأن أكون مُسلما ً قُدوة وأن تكون أخلاقي دعاية حسنة متحركة للإسلام 


#  أن أدرِّب نفسي على الصيام :

بأن أصوم ما أستطيع من شعبان  بِنية التأسي بالنبي وبنية أن أدرِّب نفسي على الصيام  حتى لا أصاب بصداع أو إرهاق حين يأتي رمضان فأضيع بداية الشهر دون طاعات كثيرة .


# أن أدرِّب نفسي على تلاوة القرآن الكريم :

فأتلو منه ولو صفحة يومياً  وأنا أشعر أن هذا هو المنهج الذي أرسله لي الله سبحانه ويسر لي-بفضل منه - تلاوته ...حتى أستنير به في حياتي وأصل – إن سِرت على نهجه – إلى السعادة والنجاح  في الدنيا والآخرة ... وحتى أتمكن في رمضان من أن أتلو عدداً أكبر من الآيات ويا حبذا لو كانت التلاوة من مصحف بهامشه تفسير ميسَّر حتى تكون التلاوة بفهم فتكون الفائدة مضاعفة .



#  أحاول أن أدَّخِر ما يتيسر من المال :

بحيث أستطيع إنفاقه في رمضان  فأنفق في كل يوم من أيامه المباركة ولو جنيه... أو أقل لأنال ثواب المنفقين في رمضان 
وأستفيد من فرصة مضاعفة الحسنات فيه .


# أحاول تقليل طعامي :

- قدر المستطاع -

وأمارس التمرينات الرياضية المنزلية الخفيفة  حتى أكون نشيطاً في رمضان لصلاة التراويح  وخدمة العباد ، وتفطير الصائمين 
ولا أنسى أن أدعو الله سبحانه : 
" اللهم أَعِنِّي على ذِكرِكَ ، وشُكرِك، و حُسن عبادتك"
" اللهم حبِّب إليَّ الإيمان وزيِّنه في قلبي وكَرِّه إليَّ الكُفرَ والفُسوق والعِصيان "


# أتذكر ذنوبي واحداً واحداً :

وأستغفر الله تعالى منه وأتوب ، حتى يمحوه لي "فـالتائب من الذَّنب كمَن لا ذنبَ لهو" التائب حبيبُ الرحمن" كما قال 
حتى أدخل شهر رمضان بصحيفة بيضاء أقوم – بإذن الله تعالى- بملئها بالحسنات .
أن أنوي أن أكون في رمضان عبداً خالصاً لله تعالى: أتحرك لإرضاءه ، وأهدَأ لإرضاءه  وأتكلم لإرضاءه ، وأصمُت لإرضائه .


 # أستعين به تعالى :

على نَفسي وأهوائها بعد أن سلسَل لي كِبار الشياطين  ورزقني بدعاء الملائكة واستغفارها لي ليل نهار وضاعف لي الحسنة بسبعين ضعف ... فإن لم استطع تنفيذ ذلك أو لم يكن أدائي  في رمضان كما كنت أتمنى، حصلتُ على الثواب بالنِّية !!!


 # أقوم بعمل قائمة بالمحتاجين :

من أقاربي وجيراني ومعارفي حتى أحاول أن أطعمهم –قدر استطاعتي- في رمضان .


# لا أنسى العُصاة والغافلين :

من أرحامي وجيراني ومعارفي و غيرهم من المسلمين في كل أنحاء الأرض فأدعو الله تعالى لهم بالهداية والتوفيق إلى طاعته 
وأستغفر الله لهم ... عساه أن يغفر لي معهم وأن يعطيني الأجر عن كل واحد منهم ويمن عليهم بالهداية فتقر عيني بذلك
و أكون سبباً في نجاتهم من النار بعد فضل الله تعالى .



ولا تنسونا من صالح دعواتكم 

اخوانكم في مدونة مشكاة النور
...تابع القراءة

فضل قيام الليل

قيام الليل



الحمد لله الذي جعل الصلاة راحة للمؤمنين، ومفزعاً للخائفين، ونوراً للمستوحشين، والصلاة والسلام على إمام المصلين المتهجدين، وسيد الراكعين والساجدين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد:

فإن قيام الليل هو دأب الصالحين، وتجارة المؤمنين، وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم، ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم، فيشكون إليه أحوالهم، ويسألونه من فضله، فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها، عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات، وتقتبس من أنوار تلك القربات، وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات.

قيام الليل في القرآن:
قال تعالى: { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ}  [السجدة:16]. قال مجاهد والحسن: يعني قيام الليل.
وقال ابن كثير في تفسيره: ( يعني بذلك قيام الليل وترك النوم والاضطجاع على الفرش الوطيئة ).
وقال عبد الحق الأشبيلي: ( أي تنبو جنوبهم عن الفرش، فلا تستقر عليها، ولا تثبت فيها لخوف الوعيد، ورجاء الموعود ).
وقد ذكر الله عز وجل المتهجدين فقال عنهم:
{كَانُوا قَلِيلاً مِّنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ } [الذاريات:18،17] قال الحسن: كابدوا الليل، ومدّوا الصلاة إلى السحر، ثم جلسوا في الدعاء والاستكانة والاستغفار.
وقال تعالى: {
أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاء اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [الزمر:9]. أي: هل يستوي من هذه صفته مع من نام ليله وضيّع نفسه، غير عالم بوعد ربه ولا بوعيده؟!
إخواني: أين رجال الليل؟ أين ابن أدهم والفضيل ذهب الأبطال وبقي كل بطال !!
يا رجال الليل جدوا *** ربّ داع لا يُردُ

قيام الليل في السنة :
أخي المسلم، حث النبي على قيام الليل ورغّب فيه، فقالت  عائشة أم المؤمنين : أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقومُ منَ الليلِ حتى تتفَطَّرَ قدَماه ، فقالتْ عائشةُ : لِمَ تَصنَعُ هذا يا رسولَ اللهِ ، وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر ؟ قال : ( أفلا أُحِبُّ أن أكونَ عبدًا شَكورًا ) . فلما كثُر لحمُه صلَّى جالسًا ، فإذا أراد أن يَركَعَ ، قام فقرَأ ثم ركَع .
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4837 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وقال النبي (صلى الله عليه وسلم):
"
نعم الرجل عبد الله ، لو كان يصلي من الليل . فكان بعد لا ينام من الليل إلا قليلا " .
الراوي: عبدالله بن عمر المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1121
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
 
وقال النبي (صلى الله عليه وسلم ) :" إن في الجنة غرفة يرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها . فقال أبو مالك الأشعري : لمن هي يا رسول ؟ قال : لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قائما والناس نيام" .
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الترغيب - الصفحة أو الرقم: 2692 خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح

وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ! عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزي به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس".
الراوي: جابر بن عبدالله و سهل بن سعد المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 73
خلاصة حكم المحدث: حسن

وقال النبي (صلى الله عليه وسلم): " مَنْ قامَ بعشرِ آياتٍ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الغافِلِينَ ، ومَنْ قَامَ بِمائَةِ آيةٍ كُتِبَ منَ القانتينَ ، ومَنْ قامَ بألفِ آيَةٍ كُتِبَ منَ المقنطِرِينَ ".  والمقنطرون هم الذين لهم قنطار من الأجر
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6439 خلاصة حكم المحدث: صحيح
  
 ذُكِر عِندَ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رجلٌ نام ليلةً حتى أصبَحَ ، قال :" ذاك رجلٌ بال الشيطانُ في أذُنَيه ، أو قال : في أذُنِه " .(متفق عليه).
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3270 خلاصة حكم المحدث: [صحيح].

        الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 774
         خلاصة حكم المحدث: صحيح


قيام النبي صلى الله عليه وسلم:
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً } [المزمل: 1-4].
وقال سبحانه:
{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً } [الإسراء: 79].
وعن عائشة رضي الله عنها قالت:
أنَّ نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقومُ منَ الليلِ حتى تتفَطَّرَ قدَماه ، فقالتْ عائشةُ : لِمَ تَصنَعُ هذا يا رسولَ اللهِ ، وقد غفَر اللهُ لك ما تقدَّم من ذَنْبِك وما تأخَّر ؟ قال : ( أفلا أُحِبُّ أن أكونَ عبدًا شَكورًا ) . فلما كثُر لحمُه صلَّى جالسًا ، فإذا أراد أن يَركَعَ ، قام فقرَأ ثم ركَع .
الراوي: عائشة أم المؤمنين المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4837
خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]

وهذا يدل على أن الشكر لا يكون باللسان فحسب، وإنما يكون بالقلب واللسان والجوارح، فقد قام النبي بحق العبودية لله على وجهها الأكمل وصورتها الأتم، مع ما كان عليه من نشر العقيدة الإسلامية، وتعليم المسلمين، والجهاد في سبيل الله، والقيام بحقوق الأهل والذرية، فكان كما قال ابن رواحة:
وفينا رسول الله يتلو كتابه *** إذا انشق معروفٌ من الصبح ساطعُ
أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا *** به موقناتٌ أن ما قال واقع
يبيت يجافي جنبه عن فراشه *** إذا استثقلت بالمشركين المضاجع

وعن حذيفة قال: "  صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ذاتَ ليلةٍ . فافتتح البقرةَ . فقلتُ : يركع عند المائةِ . ثم مضى . فقلتُ : يصلي بها في ركعةٍ . فمضى . فقلتُ : يركع بها . ثم افتتح النساءَ فقرأها . ثم افتتح آلَ عمرانَ فقرأها . يقرأ مُترسِّلًا . إذا مرَّ بآيةٍ فيها تسبيحٌ سبَّحَ . وإذا مرَّ بسؤالٍ سأل . وإذا مرَّ بتعوُّذٍ تعوَّذَ . ثم ركع فجعل يقول " سبحانَ ربيَ العظيمِ " فكان ركوعُه نحوًا من قيامِه . ثم قال " سمع اللهُ لمن حمدَه " ثم قام طويلًا . قريبًا مما ركع . ثم سجد فقال " سبحان ربيَ الأعلى فكان سجودُه قريبًا من قيامِه . ( قال ) وفي حديثِ جريرٍ من الزيادةِ : فقال " سمع اللهُ لمن حمده . ربَّنا لك الحمدُ " .
الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 772 خلاصة حكم المحدث: صحيح

وعن ابن مسعود قال: "
صلَّيتُ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليلةً ، فلم يزلْ قائمًا حتى هممتُ بأَمْرِ سوءٍ . قلنا : وما هممتَ ؟ قال : هممتُ أن أقْعُدَ وأَذَرَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ" .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1135
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وفي رواية مسلم
وعن ابن مسعود قال " صلَّيتُ مع رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأطال حتى هممتُ بأمرِ سوءٍ . قال قيل : وما هممتَ به ؟ قال : هممتُ أن أجلسَ وأدَعَه " .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث:مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 773 خلاصة حكم المحدث: صحيح
قال ابن حجر: ( وفي الحديث دليل على اختيار النبي تطويل صلاة الليل، وقد كان ابن مسعود قوياً محافظاً على الاقتداء بالنبي ، وما هم بالقعود إلا بعد طول كثير ما اعتاده ).

قيام الليل في حياة السلف:
قال الحسن البصري: ( لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل ).
وقال أبو عثمان النهدي: ( تضيّفت أبا هريرة سبعاً، فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً، يصلي هذا، ثم يوقظ هذا ).
وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه.
وكان طاوس يثب من على فراشه، ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح، ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين !!
وكان زمعة العابد يقوم فيصلي ليلاً طويلاً، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته: يا أيها الركب المعرِّسون، أكُل هذا الليل ترقدون؟ ألا تقومون فترحلون !! فيسمع من هاهنا باكٍ، ومن هاهنا داع، ومن هاهنا متوضئ، فإذا طلع الفجر نادى: عند الصباح يحمد القوم السرى !!
طبقات السلف في قيام الليل
قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات:
الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل، وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء.
الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل.
الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، عن عبد الله بن عمر أنه قال :
قال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ : " أَحَبُّ الصيامِ إلى اللهِ صيامُ داودَ : كان يصومُ يومًا ويُفْطِرُ يومًا ، وأَحَبُّ الصلاةِ إلى اللهِ صلاةُ داودَ : كان ينامُ نصفَ الليلِ ويقومُ ثُلُثَهُ ، وينامُ سُدُسَهُ " .
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث:البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 3420
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه.
الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير، وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام، فإذا انتبه قام.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين، ويُعسِّـلون في السحر، فيجمعون بين الطرفين. وفي صحيح مسلم أن النبي قال: 
"إنَّ في الليلِ لساعةٌ لا يوافِقُها عبدٌ مسلمٌ ، يسألُ اللهَ تعالى فيها خيرًا من أمرِ الدُّنيا والآخرةِ ، إلا أعطاه إياه ، و ذلك كلَّ ليلةٍ ".
الراوي: جابر بن عبدالله المحدث:الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2130 خلاصة حكم المحدث: صحيح

وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

إخوانكم في مشكاة النور
...تابع القراءة

مقطع مؤثر جداً جداً للشيخ الدكتور محمد العريفي لحادثة الإفك

مقطع مؤثر جداً جداً  للشيخ الدكتور محمد العريفي لحادثة الإفك

...تابع القراءة

10 أفعال تخرجك من الإسلام دون أن تدري نبيل العوضي‬ حفظه الله

10 أفعال تخرجك من الإسلام دون أن تدري نبيل العوضي‬ 

...تابع القراءة

حكم الجلوس متكئاً على ألية يده اليسرى خلف ظهره


حكم الجلوس متكئاً على ألية يده اليسرى خلف ظهره


لدي سؤال يتعلق بحديث موجود بكتاب رياض الصالحين . قال الشريد بن السويد : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال لي : "أتقعد قِعْدة المغضوب عليهم " رواه أبو داود . فهل هذا الحديث صحيح ؟ وهل حرام أيضاً الجلوس متكئاً على باطن اليد اليسرى أم أنه مكروه ؟ برجاء إسداء النصح بذكر رأي العلماء وجزاكم الله خيرا. 

الجواب :

أولاً : 

هذا الحديث صحيح ، وقد رواه أحمد (18960) وأبو داود (4848) وابن حبان في "صحيحه" (5674) .
وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، كما صححه النووي في "رياض الصالحين" (1/437) وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/288) والألباني في "صحيح أبي داود" .

قال الطيبي رحمه الله :
" والمراد بالمغضوب عليهم اليهود ، وفي التخصيص بالذكر فائدتان إحداهما : أن هذه القعدة مما يبغضه الله تعالى ، والأخرى : أن المسلم ممن أنعم الله عليهم فينبغي أن يجتنب التشبه بمن غضب الله عليه ولعنه " انتهى .

وقد تعقبه القاري رحمه الله :
 فقال : " وفي كون اليهود هم المراد من المغضوب عليهم هنا محل بحث ، وتتوقف صحته على أن يكون هذا شعارهم ، والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من الكفار والفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من قعودهم ومشيهم ونحوهما ". انتهى من "مرقاة المفاتيح" (13 / 500)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
" عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يتكئ على يده اليسرى ، وهو قاعد في الصلاة فقال له : " لا تجلس هكذا فإن هكذا يجلس الذين يعذبون " وفي رواية : " تلك صلاة المغضوب عليهم " وفي رواية " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده " روى هذا كله أبو داود .
ففي هذا الحديث النهي عن هذه الجلسة معللا بأنها جلسة المعذبين ، وهذه مبالغة في مجانبة هديهم " انتهى . "اقتضاء الصراط المستقيم" (ص 65) .

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

ذكر بعض أهل العلم رحمهم الله أنه لا يجوز أن يتكئ الرجل على ألية يده اليسرى ، وقد ذكر شيخ الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم : « مر على رجل متكئ على يده اليسرى في الصلاة فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : إنها جلسة المغضوب عليهم » فهل هذا الفعل أي الاتكاء على اليد اليسرى خاص بالصلاة أم على العموم ؟
فأجاب :
" نعم ، ورد حديث في إنكار النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، والذي يظهر أنه عام في الصلاة وغير الصلاة ، كونه يتكئ على يده اليسرى يتكئ على أليتها ، هكذا ، ظاهر الحديث المنع من ذلك " انتهى . "مجموع فتاوى ابن باز" (25 / 161)

ومن أراد الاتكاء فليتكئ على ألية يده اليمنى دون اليسرى ، أو ليتكئ على اليدين كلتيهما جميعا .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" هذه القعدة وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم . أما وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس ، ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس ، إنما التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها قعدة المغضوب عليهم أن يجعل اليد اليسرى من خلف ظهره ويجعل باطنها أي أليتها على الأرض ويتكئ عليها ، فهذه هي التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم " انتهى . "شرح رياض الصالحين" (ص 930) .
وقال أيضاً :
" الحديث معناه واضح يعني أن الإنسان لا يتكيء على يده اليسرى وهي خلفه جاعلا راحته على الأرض .
فسئل الشيخ : إذا قصد الإنسان أيضا بهذه الجلسة الاستراحة وعدم تقليد اليهود هل يأثم بذلك ؟
فأجاب : إذا قصد هذا فليجعل اليمنى معها ويزول النهي " انتهى . "فتاوى نور على الدرب" (111 / 19) .


ثانياً : 

أطلق بعض أهل العلم الحكم بالكراهة على هذه الجلسة ، وبوّب أبو داود في سننه (12/480) على الحديث بقوله : " بَاب فِي الْجِلْسَةِ الْمَكْرُوهَةِ " .

وقال ابن مفلح رحمه الله :

" وَيُكْرَهُ أَنْ يَتَّكِئَ أَحَدٌ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ " انتهى .
"الآداب الشرعية" (3 / 288) .
ومثل ذلك أيضاً قاله السفاريني في "غذاء الألباب" (6 / 76 ) .

قال الشيخ عبد المحسن العباد :
" والمكروه قد يراد به المحرم ، وقد يراد به ما هو مكروه للتنزيه ، ولكن كونه جاء في الحديث وصف هذه الجلسة بجلسة المغضوب عليهم هذا يدل على التحريم " انتهى .
"شرح سنن أبي داود" (28 / 49) .

والخلاصة :

أنه يُنهى عن هذه الجِلسة في الصلاة وغيرها ، سواء قصد التشبه بالمغضوب عليهم من اليهود أم غيرهم من المتكبرين والمتجبرين أو لم يقصد ، ووصف هذه الجلسة بأنها جلسة المغضوب عليهم ، وجلسة الذين يعذبون يجعل القول بالتحريم أقوى من القول بالكراهة .
والله أعلم .


...تابع القراءة

الصدقة .. فضائلها ,,, و أنواعها ,,,


الصدقة  ..   فضائلها ,,, و أنواعها ,,,


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

قال الله تعالى آمراً نبيه :  قُل لِّعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ يُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خِلاَلٌ  [إبراهيم:31]. ويقول جل وعلا:  وَأَنفِقُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ...  [البقرة:195]. وقال سبحانه:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم  [البقرة:254]. وقال سبحانه:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ  [البقرة:267]. وقال سبحانه:  فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنفِقُوا خَيْراً لِّأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ  [التغابن:16].

ومن الأحاديث الدالة على فضل الصدقة قوله : { ما منكم من أحدٍ إلا سيكلمه الله، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، فينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة } [في الصحيحين]. والمتأمل للنصوص التي جاءت آمرة بالصدقة مرغبة فيها يدرك ما للصدقة من الفضل الذي قد لا يصل إلى مثله غيرها من الأعمال، حتى قال عمر رضي الله عنه: ( ذكر لي أن الأعمال تباهي، فتقول الصدقة: أنا أفضلكم ) [صحيح الترغيب].

فضائل وفوائد الصدقة///

أولاً: 
أنها تطفىء غضب الله سبحانه وتعالى كما في  قول الرسول صلى الله عليه وسلم : { إن صدقة السر تطفىء غضب الرب تبارك وتعالى } [صحيح الترغيب].

ثانياً: 
 أنها تمحو الخطيئة، وتذهب نارها كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم : { والصدقة تطفىء الخطيئة كما تطفىء الماء النار } [صحيح الترغيب].

ثالثاً: 
أنها وقاية من النار كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: { فاتقوا النار، ولو بشق تمرة }البخاري .

رابعاً: 
أن المتصدق في ظل صدقته يوم القيامة كما في حديث عقبة بن عامر  قال: سمعت رسول الله  يقول: { كل امرىء في ظل صدقته، حتى يُقضى بين الناس }الألباني . قال يزيد: ( فكان أبو مرثد لا يخطئه يوم إلا تصدق فيه بشيء ولو كعكة أو بصلة )، قد ذكر النبي  أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: { رجل تصدق بصدقة فأخفاها، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه } [في الصحيحين].

خامساً:
 أن في الصدقة دواء للأمراض البدنية كما في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: : { داووا مرضاكم بالصدقة } الألباني . يقول ابن شقيق: ( سمعت ابن المبارك وسأله رجل: عن قرحةٍ خرجت في ركبته منذ سبع سنين، وقد عالجها بأنواع العلاج، وسأل الأطباء فلم ينتفع به، فقال: اذهب فأحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم، ففعل الرجل فبرأ ) [صحيح الترغيب].

سادساً: 
 إن فيها دواء للأمراض القلبية كما في قوله  لمن شكى إليه قسوة قلبه: { إذا إردت تليين قلبك فأطعم المسكين، وامسح على رأس اليتيم } [رواه أحمد].

سابعاً: 
 أن الله يدفع بالصدقة أنواعاً من البلاء كما في وصية يحيى عليه السلام لبني إسرائيل: ( وآمركم بالصدقة، فإن مثل ذلك رجل أسره العدو فأوثقوا يده إلى عنقه، وقدموه ليضربوا عنقه فقال: أنا أفتدي منكم بالقليل والكثير، ففدى نفسه منهم ) [صحيح الجامع] فالصدقة لها تأثير عجيب في دفع أنواع البلاء ولو كانت من فاجرٍ أو ظالمٍ بل من كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض مقرون به لأنهم قد جربوه.

ثامناً: 
 أن العبد إنما يصل حقيقة البر بالصدقة كما جاء في قوله تعالى:  لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ  [آل عمران:92].

تاسعاً:  
أن المنفق يدعو له الملك كل يوم بخلاف الممسك وفي ذلك يقول : { ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً } [في الصحيحين].

عاشراً: 
 أن صاحب الصدقة يبارك له في ماله كما أخبر النبي  عن ذلك بقوله: { ما نقصت صدقة من مال } [في صحيح مسلم].

الحادي عشر:
أنه لا يبقى لصاحب المال من ماله إلا ما تصدق به كما في قوله تعالى:  وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ  [البقرة:272]. ولما سأل النبي  عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: ما بقى منها إلا كتفها. قال: { بقي كلها غير كتفها } [في صحيح مسلم].

الثاني عشر: 
أن الله يضاعف للمتصدق أجره كما في قوله عز وجل:  إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ  [الحديد:18]. وقوله سبحانه:  مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ  [البقرة:245].

الثالث عشر: 
 أن صاحبها يدعى من باب خاص من أبواب الجنة يقال له باب الصدقة كما في حديث أبي هريرة  أن رسول الله  قال: { من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي في الجنة يا عبد الله، هذا خير: فمن كان من أهل الصلاة دُعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الريان } قال أبو بكر: يا رسول الله، ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة فهل يُدعى أحد من تلك الأبواب كلها: قال: { نعم وأرجو أن تكون منهم } [في الصحيحين].

الرابع عشر:
  أنها متى ما اجتمعت مع الصيام واتباع الجنازة وعيادة المريض في يوم واحد إلا أوجب ذلك لصاحبه الجنة كما في حديث أبي هريرة  أن رسول الله  قال: { من أصبح منكم اليوم صائماً؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ } قال أبو بكر: أنا. قال: { فمن عاد منكم اليوم مريضاً؟ } قال أبو بكر: أنا، فقال رسول الله : { ما اجتمعت في امرىء إلا دخل الجنة } [رواه مسلم].

الخامس عشر:
 أن فيها انشراح الصدر، وراحة القلب وطمأنينته، فإن النبي  ضرب مثل البخيل والمنفق كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد من ثدييهما إلى تراقيهما فأما المنفق فلا ينفق إلا اتسعت أو فرت على جلده حتى يخفى أثره، وأما البخيل فلا يريد أن ينفق شيئاً إلا لزقت كل حلقة مكانها فهو يوسعها ولا تتسع [في الصحيحين] ( فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلا هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقياً بالاستكثار منها والمبادرة إليها وقد قال تعالى: وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ  [الحشر:9].

السادس عشر: 
  أنَّ المنفق إذا كان من العلماء فهو بأفضل المنازل عند الله كما في قوله : { إنَّما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل.. } الألباني.

السابع عشر:
  أنَّ النبَّي  جعل الغنى مع الإنفاق بمنزلة القرآن مع القيام به، وذلك في قوله : { لا حسد إلا في اثنين: رجلٌ آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل والنهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفقه آناء الليل والنهار }، فكيف إذا وفق الله عبده إلى الجمع بين ذلك كله؟ نسأل الله الكريم من فضله.

الثامن عشر:
  أنَّ العبد موفٍ بالعهد الذي بينه وبين الله ومتممٌ للصفقة التي عقدها معه متى ما بذل نفسه وماله في سبيل الله يشير إلى ذلك قوله جل وعلا:  إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ المُؤمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقتَلُونَ وَعداً عَلَيْهِ حَقّاً فِى التَّورَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالقُرءَانِ وَمَنْ أَوفَى بِعَهدِهِ مِنَ اللهِ فَاستَبشِرُواْ بِبَيعِكُمُ الَّذِى بَايَعتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الفَوزُ العَظِيمُ  [التوبة:111].

التاسع عشر:
  أنَّ الصدقة دليلٌ على صدق العبد وإيمانه كما في قوله : { والصدقة برهان } [رواه مسلم].

العشرون: 
 أنَّ الصدقة مطهرة للمال، تخلصه من الدَّخن الذي يصيبه من جراء اللغو، والحلف، والكذب، والغفلة فقد كان النَّبي  يوصي التَّجار بقوله: { يا معشر التجار، إنَّ هذا البيع يحضره اللغو والحلف فشوبوه بالصدقة } [رواه أحمد والنسائي وابن ماجة، صحيح الجامع].

أفضل الصدقات//

الأول: 
 الصدقة الخفية؛ لأنَّها أقرب إلى الإخلاص من المعلنة وفي ذلك يقول جل وعلا:  إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِىَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتؤْتُوهَا الفُقَرَاءِ فَهُوَ خَيرٌ لَّكُمْ  [البقرة:271]، ( فأخبر أنَّ إعطاءها للفقير في خفية خيرٌ للمنفق من إظهلرها وإعلانها، وتأمَّل تقييده تعالى الإخفاء بإتيان الفقراء خاصة ولم يقل: وإن تخفوها فهو خيرٌ لكم، فإنَّ من الصدقة ما لا يمكن إخفاؤه كتجهيز جيشٍ، وبناء قنطرة، وإجراء نهر، أو غير ذلك، وأمَّا إيتاؤها الفقراء ففي إخفائها من الفوائد، والستر عليه، وعدم تخجيله بين النَّاس وإقامته مقام الفضيحة، وأن يرى الناس أن يده هي اليد السفلى، وأنَّه لا شيء له، فيزهدون في معاملته ومعاوضته، وهذا قدرٌ زائدٌ من الإحسان إليه بمجرد الصدقة مع تضمنه الإخلاص، وعدم المراءاة، وطلبهم المحمدة من الناس. وكان إخفاؤها للفقير خيراً من إظهارها بين الناس، ومن هذا مدح النبي  صدقة السَّر، وأثنى على فاعلها، وأخبر أنَّه أحد السبعة الذين هم في ظلِّ عرش الرحمن يوم القيامة، ولهذا جعله سبحانه خيراً للمنفق وأخبر أنَّه يكفر عنه بذلك الإنفاق من سيئاته [طريق الهجرتين].

الثانية: 
الصدقةُ في حال الصحة والقوة أفضل من الوصية بعد الموت أو حال المرض والاحتضار كما في قوله : { أفضل الصدقة أن تصدَّق وأنت صحيحٌ شحيحُ، تأمل الغنى وتخشى الفقر، ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ولفلان كذا، ألا وقد كان لفلان كذا } [في الصحيحين].

الثالثة: 
 الصدقة التي تكون بعد أداء الواجب كما في قوله عز وجل:  وَيَسْئَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ العَفْوَ  [البقرة:219]، وقوله : { لا صدقة إلا عن ظهر غنى... }، وفي رواية: { وخير الصدقة ظهر غنى } [كلا الروايتين في البخاري].

الرابعة: 
 بذل الإنسان ما يستطيعه ويطيقه مع القلة والحاجة؛ لقوله : { أفضل الصدقة جهد المُقل، وابدأ بمن تعول } [رواه أبو داود]، وقال : { سبق درهم مائة ألف درهم }، قالوا: وكيف؟! قال: { كان لرجل درهمان تصدق بأحدهما، وانطلق رجل إلى عرض ماله، فأخذ منه مائة ألف درهم فتصدق بها } [رواه النسائي، صحيح الجامع]، قال البغوي رحمه الله: ( والإختيار للرجل أن يتصدق بالفضل من ماله، ويستبقي لنفسه قوتاً لما يخاف عليه من فتنة الفقر، وربما يلحقه الندم على ما فعل، فيبطل به أجره، ويبقى كلاً على الناس، ولم ينكر النبي  على أبي بكر خروجه من ماله أجمع، لَّما علم من قوة يقينه وصحة توكله، فلم يخف عليه الفتنة، كما خافها على غيره، أما من تصدق وأهله محتاجون إليه أو عليه دين فليس له ذلك، وأداء الدين والإنفاق على الأهل أولى، إلا أن يكون معروفاً بالصبر، فيؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة كفعل أبي بكر، وكذلك آثر الأنصار المهاجرين، فأثنى الله عليهم بقوله  وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ  [الحشر:9] وهي الحاجة والفقر [شرح السنة].

الخامسة: 
الإنفاق على الأولاد كما في قوله : { الرجل إذا أنفق النفقة على أهله يحتسبها كانت له صدقة } [في الصحيحين]، وقوله : { أربعة دنانير: دينار أعطيته مسكيناً، ودينار أعطيته في رقبةٍ، ودينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته على أهلك، أفضلها الدينار الذي أنفقته على أهلك } [رواه مسلم].

السادسة: 
 الصدقة على القريب، كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالاً، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله  يدخلها ويشرب من ماء فيها طيِّبٍ. قال أنس: ( فلما أنزلت هذه الآية:  لَن تَنَالُواْ البِر حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ  [آل عمران:92]. قام أبو طلحة إلى رسول الله  فقال: يا رسول الله إنَّ الله يقول في كتابه  لَن تَنَالُواْ البِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ  وإن أحب أموالي إلي بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال رسول الله : { بخ بخ مال رابح، وقد سمعت ما قلت فيها، إني أرى أن تجعلها في الأقربين }. فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول، فقسَّمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه [في الصحيحين].

وقال : { الصدقة على المسكين صدقة، وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة } [رواه أحمد والنسائي والترمذي وابن ماجة]، وأخصُّ الأقارب - بعد من تلزمه نفقتهم - اثنان:

الأول: اليتيم؛ لقوله جلَّ وعلا:  فَلا اقتَحَمَ العَقَبَةَ (11) وَمَا أدرَاكَ مَا العَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَو إِطعَامٌ فِى يَومٍ ذي مَسغَبَةٍ (14) يَتِيماً ذَا مَقرَبَةٍ (15) أَو مِسكِيناً ذَا مَتْرَبةَ  [البلد:11-16]. والمسغبة: الجوع والشِّدة.

الثاني: القريب الذي يضمر العداوة ويخفيها؛ فقد قال : { أفضل الصدقة على ذي الرحم الكاشح } [رواه أحمد وأبو داود والترمذي صحيح الجامع].

السابعة: 
الصَّدقة على الجار؛ فقد أوصى به الله سبحانه وتعالى بقوله:  وَالْجَارِ ذِي القُرْبَى وَالْجَارِ الجُنُبِ  [النساء:36] وأوصى النبي  أبا ذر بقوله: { وإذا طبخت مرقة فأكثر ماءها، واغرف لجيرانك منها } [رواه مسلم].

الثامنة: 
الصدقة على الصاحب والصديق في سبيل الله؛ لقوله : { أفضل الدنانير: دينار ينفقه الرجل على عياله، ودينار ينفقه الرجل على دابته في سبيل الله، ودينار ينفقه الرجل على أصحابه في سبيل الله عز وجل } [رواه مسلم].

التاسعة: 
النفقة في الجهاد في سبيل الله سواء كان جهاداً للكفار أو المنافقين، فإنه من أعظم ما بُذلت فيه الأموال؛ فإن الله أمر بذلك في غير ما موضع من كتابه، وقدَّم الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر الآيات ومن ذلك قوله سبحانه:  انفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْبِأَموَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ  [التوبة:41]، وقال سبحانه مبيناً صفات المؤمنين الكُمَّل الذين وصفهم بالصدق إِنَّمَا المُؤمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَم يَرتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ  [الحجرات:15]، وأثنى سبحانه وتعالى على رسوله  وأصحابه رضوان الله عليهم بذلك في قوله:  لَكِنَ الرَّسُولُ وَالذَّينَ آمَنُواْ مَعَهُ جَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِى مِن تَحتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الْفَوزُ العَظِيمُ  [التوبة:89،88]، ويقول عليه الصلاة والسلام: { أفضل الصدقات ظلُّ فسطاطٍ في سبيل الله عز وجل أو منحة خادم في سبيل الله، أو طروقة فحل في سبيل الله } [رواه أحمد والترمذي، صحيح الجامع]، وقال : { من جهز غازياً في سبيل الله فقد غزا } [في الصحيحين]، ولكن ليُعلم أن أفضل الصدقة في الجهاد في سبيل الله ما كان في وقت الحاجة والقلة في المسلمين كما هو في وقتنا هذا، أمَّا ما كان في وقت كفاية وانتصار للمسلمين فلا شك أن في ذلك خيراً ولكن لا يعدل الأجر في الحالة الأولى:  وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (10) مَن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ  [الحديد:11،10]. ( إن الذي ينفق ويقاتل والعقيدة مطاردة، والأنصار قلة، وليس في الأفق ظل منفعة، ولا سلطان، ولا رخاء غير الذي ينفق، ويقاتل، والعقيدة آمنة، والأنصار كثرةٌ والنصر والغلبة والفوز قريبة المنازل، ذلك متعلق مباشرةً لله متجردٌ تجرداً كاملاً لا شبهة فيه، عميق الثقة والطمأنينة بالله وحده، بعيدٌ عن كل سبب ظاهر، وكل واقع قريب لا يجد على الخير أعواناً إلا ما يستمده مباشرةً من عقيدته، وهذا له على الخير أنصارٌ حتى حين تصح نيته ويتجرد تجرد الأوليين ) [في ظلال القرآن].

العاشرة:
  الصدقة الجارية: وهي ما يبقى بعد موت العبد، ويستمر أجره عليه؛ لقوله : { إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له } [رواه مسلم].

وإليك بعضاً من مجالات الصدقة الجارية التي جاء النص بها:

مجالات الصدقة الجارية//

1 - سقي الماء وحفر الآبار؛ لقولة : { أفضل الصدقة سقي الماء } [رواه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة:صحيح الجامع].


2 - إطعام الطعام؛ فإن النبي  لما سُئل: أي الإسلام خير؟ قال: { تُطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف } [في الصحيحين].

3 - بناء المساجد؛ لقوله : { من بنى مسجداً يبتغي به وجه الله، بنى الله له بيتاً في الجنة } [في الصحيحين]، وعن جابر  أن رسول الله  قال: { من حفر بئر ماء لم يشرب منه كبد حرى من جن ولا إنس ولا طائر إلا آجره الله يوم القيامة، ومن بنى مسجداً كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتاً في الجنة } [صحيح الترغيب].

4 - الإنفاق على نشر العلم، وتوزيع المصاحف، وبناء البيوت لابن السبيل، ومن كان في حكمه كاليتيم والأرملة ونحوهما، فعن أبي هريرة  قال: قال : { إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته } [رواه ابن ماجة:صحيح الترغيب].

ولتعلم أخي أن الإنفاق في بعض الأوقات أفضل منه في غيرها كالإنفاق في رمضان، كما قال ابن عباس رضي الله عنه: ( كان رسول الله  أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل وكان بلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله  حين يلقاه جبريل أجود بالخير من الريح المرسلة ) [في الصحيحين]، وكذلك الصدقة في أيام العشر من ذي الحجة، فإن النبي  قال: { ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام } يعني أيام العشر. قالوا: يا رسول الله! ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: { ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله، ثم لم يرجع من ذلك شيء } [رواه البخاري]، وقد علمت أن الصدقة من أفضل الأعمال التي يُتقرب بها إلى الله.

ومن الأوقات الفاضلة يوم أن يكون الناس في شدة وحاجة ماسة وفقر بيّن كما في قوله سبحانه:  فَلا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ  [البلد:11-14].

فمن نعمة الله عز وجل على العبد أن يكون ذا مال وجدة، ومن تمام نعمته عليه فيه أن يكون عوناً له على طاعة الله { فنعم المال الصالح للمرء الصالح } [رواه البخاري].

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


إخوانكم في مشكاة النور 
...تابع القراءة